منقوله من موقع صحيح السنة النبوية
[١]عن جندب بن سفيان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (" خرج برجل فيمن كان قبلكم خراج (1) فلما آذاه , انتزع سهما من كنانته (2) فنكأه (3) فلم يرقأ الدم (4) حتى مات) (5) (فقال الله تعالى: بادرني (6) عبدي بنفسه , حرمت عليه الجنة (7) ") (8)
[٢]عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (" من تحسى (1) سما فقتل نفسه , فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا (2) ومن قتل نفسه بحديدة (3) فحديدته (4) في يده يطعن بها في بطنه في نار جهنم , خالدا مخلدا فيها أبدا , ومن تردى من جبل فقتل نفسه (5) فهو يتردى في نار جهنم , خالدا مخلدا فيها أبدا) (6) (والذى يتقحم فيها (7) يتقحم في النار) (8) (والذي يخنق نفسه , يخنقها في النار (9) ") (10)
[٣]عن ثابت بن الضحاك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (" من قتل نفسه بشيء (1) في الدنيا , عذب به يوم القيامة (2)) (3) (في نار جهنم ") (4) الشرح (5)
[٤]عن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - قال: (" التقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمشركون [يوم خيبر] (1) فاقتتلوا , فلما مال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عسكره (2) " , ومال الآخرون إلى عسكرهم - وفي أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة (3) إلا اتبعها يضربها بسيفه - فقال رجل: ما أجزأ (4) منا اليوم أحد كما أجزأ فلان , فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أما إنه من أهل النار ") (5) (فقال رجل من القوم: لأتبعنه (6)) (7) (فلما حضر القتال) (8) (خرج معه , فكان كلما وقف , وقف معه , وإذا أسرع , أسرع معه , فجرح الرجل جرحا شديدا) (9) (فقيل: يا رسول الله، أرأيت الرجل الذي قلت إنه من أهل النار؟ , فإنه قد قاتل في سبيل الله اليوم قتالا شديدا وقد مات، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إلى النار ", قال: فكاد بعض الناس أن يرتاب , فبينما هم على ذلك إذ قيل: إنه لم يمت , ولكن به جراحا شديدا، فلما كان من الليل لم يصبر على) (10) (ألم الجراح) (11) (فاستعجل الموت, فوضع نصل سيفه بالأرض , وذبابه (12) بين ثدييه , ثم تحامل على سيفه) (13) (حتى خرج من بين كتفيه) (14) (فاشتد رجال من المسلمين (15) فقالوا: يا رسول الله , صدق الله حديثك , انتحر فلان فقتل نفسه (16)) (17) (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الله أكبر , أشهد أني عبد الله ورسوله) (18) (إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس (19) وإنه لمن أهل النار , وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس , وإنه لمن أهل الجنة) (20) (وإنما الأعمال بالخواتيم) (21) (ثم أمر بلالا فنادى بالناس: إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة) (22) وفي رواية: (إنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن (23)) (24) (وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ") (25) الشرح (26)
[٥]عن علي بن شيبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من بات على ظهر بيت ليس له حجار (1) فقد برئت منه الذمة" (2) وفي رواية: (" من بات فوق بيت ليس حوله شيء يرد) (3) (قدميه) (4) (فوقع فمات) (5) (فقد برئت منه الذمة (6)) (7) (ومن ركب البحر بعدما يرتج (8) فمات , فقد برئت منه الذمة (9) ") (10)
المصادر وشرح الكلمات :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
↑ (1) هي حبات تخرج في بدن الإنسان (دمامل).شرح النووي (1/ 227) (2) الكنانة: جعبة النشاب , سميت كنانة لأنها تكن السهام , أي: تسترها. شرح النووي (ج 1 / ص 227) (3) أي: قشرها وخرقها وفتحها. شرح النووي (ج 1 / ص 227) (4) أي: لم ينقطع. شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 227) (5) (م) 113 , (خ) 3276 (6) بادر الشيء: عجل إليه , واستبق , وسارع. (7) هذا محمول على أنه نكأها استعجالا للموت , أو لغير مصلحة , فإنه لو كان على طريق المداواة التي يغلب على الظن نفعها , لم يكن حراما , والله أعلم. شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 227) (8) (خ) 3276 , (م) 113
↑ (1) أي: تجرع. فتح الباري (ج 16 / ص 317) (2) قوله: " فهو في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا " , فيه أقوال: أحدها: أنه محمول على من فعل ذلك مستحلا مع علمه بالتحريم , فهذا كافر، وهذه عقوبته. والثاني: أن المراد بالخلود: طول المدة , والإقامة المتطاولة , لا حقيقة الدوام , كما يقال: خلد الله ملك السلطان. والثالث: أن هذا جزاؤه , ولكن تكرم سبحانه وتعالى فأخبر أنه لا يخلد في النار من مات مسلما. شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 221) (3) أي: بآلة من حديد. تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 310) (4) أي: تلك بعينها أو مثلها. تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 310) (5) أي: أسقط نفسه منه، لما يدل عليه قوله: " فقتل نفسه " على أنه تعمد ذلك، وإلا فمجرد قوله " تردى " لا يدل على التعمد. فتح الباري (16/ 317) (6) (خ) 5442 , (م) 109 (7) أي: يرمي بنفسه في النار. النهاية في غريب الأثر (ج 4 / ص 36) (8) (حم) 9616 , انظر الصحيحة: 3421 (9) أولى ما حمل عليه هذا الحديث ونحوه من أحاديث الوعيد أن المعنى المذكور جزاء فاعل ذلك , إلا أن يتجاوز الله تعالى عنه. فتح (16/ 317) (10) (خ) 1299 , (حم) 9616
↑ (1) أي: من آلات القتل , أو بأكل السم , أو غير ذلك. تحفة (6/ 435) (2) " عذب به " أي: بالشيء الذي قتل نفسه به , لأن جزاءه من جنس عمله. عون المعبود - (7/ 245) (3) (خ) 5700 , (م) 110 (4) (خ) 5754 , (م) 110 (5) قال ابن دقيق العيد: هذا من باب مجانسة العقوبات الأخروية للجنايات الدنيوية. ويؤخذ منه أن جناية الإنسان على نفسه كجنايته على غيره في الإثم , لأن نفسه ليست ملكا له مطلقا , بل هي لله تعالى , فلا يتصرف فيها إلا بما أذن له فيه. قيل: وفيه حجة لمن أوجب المماثلة في القصاص , خلافا لمن خصصه بالمحدد. ورده ابن دقيق العيد بأن أحكام الله لا تقاس بأفعاله، فليس كل ما ذكر أنه يفعله في الآخرة يشرع لعباده في الدنيا , كالتحريق بالنار مثلا , وسقي الحميم الذي تقطع به الأمعاء، وحاصله أنه يستدل للمماثلة في القصاص بغير هذا الحديث , وقد استدلوا بقوله تعالى {وجزاء سيئة سيئة مثلها}. فتح الباري (19/ 8)
↑ (1) (خ) 3967 (2) أي: رجع بعد فراغ القتال في ذلك اليوم. فتح الباري (12/ 23) (3) الشاذة: ما انفرد عن الجماعة، والفاذة: مثله ما لم يختلط بهم، ثم هما صفة لمحذوف أي: نسمة، والهاء فيهما للمبالغة، والمعنى أنه لا يلقى شيئا إلا قتله، وقيل: المراد بالشاذ والفاذ: ما كبر وصغر. وقيل: الشاذ: الخارج , والفاذ: المنفرد. وقيل: هما بمعنى. فتح الباري (ج 12 / ص 23) (4) أي: ما أغنى. فتح الباري (ج 12 / ص 23) (5) (خ) 2742 , (م) 112 (6) أي: أنا أصحبه في خفية , وألازمه لأنظر السبب الذي به يصير من أهل النار , فإن فعله في الظاهر جميل , وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه من أهل النار، فلا بد له من سبب عجيب. شرح النووي (1/ 226) (7) (خ) 3970 (8) (خ) 2897 , (حم) 17257 (9) (خ) 2742 , (م) 112 (10) (خ) 2897 , (م) 111 (11) (خ) 6232 (12) أي: رأس سيفه. (13) (خ) 2742 , (م) 112 (14) (خ) 6128 (15) اشتد: أسرع المشي , ركض. (16) قال المهلب: هذا الرجل ممن أعلمنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نفذ عليه الوعيد من الفساق , ولا يلزم منه أن كل من قتل نفسه يقضى عليه بالنار. وقال ابن التين: يحتمل أن يكون قوله: " هو من أهل النار " أي: إن لم يغفر الله له. فتح الباري (ج 12 / ص 24) (17) (خ) 3967 , (حم) 8077 (18) (خ) 2897 , (م) 111 (19) قوله: " فيما يبدو للناس " إشارة إلى أن باطن الأمر يكون بخلاف ذلك. جامع العلوم والحكم - (ج 6 / ص 30) (20) (خ) 2742 , (م) 112 (21) (خ) 6233 , (حم) 22886 (22) (خ) 2897 , (م) 111 (23) أي: مؤمن خالص , احترازا عن المنافق , أو مؤمن كامل , فالمراد: دخولها مع الفائزين دخولا أوليا غير مسبوق بعذاب. المرقاة (17/ 148) (24) (خ) 3970 (25) (خ) 2897 , (م) 111 (26) المراد بالفاجر: الفاسق , إن كان الرجل مسلما حقيقة , أو الكافر , إن كان منافقا. فيض القدير - (ج 2 / ص 329) ومن نظائره: من يصنف , أو يدرس , أو يعلم , أو يتعلم , أو يؤذن , أو يؤم , أو يأتم , وأمثال ذلك , كمن يبني مسجدا , أو مدرسة , لغرض فاسد , وقصد كاسد , مما يكون سببا لنظام الدين , وقوام المسلمين , وصاحبه من جملة المحرومين , جعلنا الله تعالى من المخلصين , بل من المخلصين. مرقاة المفاتيح (ج 17 / ص 148) وفيه التحذير من الاغترار بالأعمال، وأنه ينبغي للعبد أن لا يتكل عليها ولا يركن إليها , مخافة من انقلاب الحال , للقدر السابق من الله , وكذا ينبغي للعاصي أن لا يقنط, وينبغي لغيره أن لا يقنطه من رحمة الله تعالى. النووي (1/ 226)
↑ (1) هو الستر والحجاب الذي يكون على السطح , يمنع الإنسان من التردي والسقوط. عون المعبود (ج11ص 82) (2) (د) 5041 , صحيح الجامع: 6113 , صحيح الترغيب والترهيب: 3076 (3) (حم) 20768 , (خد) 1192 (4) (حم) 22387 (5) (حم) 20767 , (خد) 1194 (6) قال في فتح الودود: يريد أنه إن مات , فلا يؤاخذ بدمه. وقيل: إن لكل من الناس عهدا من الله تعالى بالحفظ والسلامة , فإذا ألقى بيده إلى التهلكة , انقطع عنه. عون المعبود - (11/ 82) (7) (حم) 20768 , (خد) 1192 , 1194 , انظر الصحيحة: 828 , صحيح الترغيب والترهيب: 3078 (8) أي: هاج الموج وارتفع. (9) الحديث يدل على عدم جواز المبيت على السطوح التي ليس لها حائط وعلى عدم جواز ركوب البحر في أوقات اضطرابه. نيل الأوطار (7/ 248) قلت: وفيه دليل على أن كل من عرض نفسه للهلاك , كمن قاد السيارة بسرعة عالية جدا، أو قتله التدخين , أو المسكر , فربما يكون حكمه مشابها لحكم من ذكروا في الحديث. ع (10) (حم) 20768 , (خد) 1192 , 1194
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق