النفاق
قلت المدون :
أولاً: النفاق ليس مُخرجا من الملة ما دام المنافق يأتي ما فرضه
الإسلام في ظاهر الأمر وهو
من الأمثلة الفجة التي يتعامل بها المنافق في الظاهر بما هو إسلام لكنه في الباطن
يمتلئ قلبه بالكفر لكن النفاق موجب للخلود في الدرك الأسفل من النار بعد الموت
والنفاق هو: إبطان الكفر في القلب، وإظهار الإيمان على اللسان
والجوارح، ويترتب علىه انتفاء الإيمان عن صاحبه في الحقيقة وتفعيل حساب المنافق يكون عند
الموت ماشرة حيث يتوجب خلوده في جهنم؛ والمنافق في الدرك الأسفل من النار إذا مات عليه غير تائب منه.
والمنافق: إذا لم يظهر ما في باطنه من
مخالفة الدين، وأظهر الأعمال الظاهرة من الإسلام؛ فهو في الظاهر مسلم، وتجري عليه
أحكام الإسلام الظاهرة في الدنيا، ويعامل معاملة المسلمين في مجتمع المسلمين ؛ لأننا لم نؤمر بالشق عن
ما في الصدور والقلوب، وهذا في الأصل يقتضي معرفة الغيب وهو خارج عن نطاق وقدرة
ابن آدم. لأن معايير الإسلام الظاهر الذي تجري عليه الأحكام في الدنيا
تختلف عن معاير الإيمان في الغيب والذي لا يعلمه غير الله ويبدأ تفعيل عقوبة
التفاق حقا بعد الموت.. شأنه في ذلك شأن كل موصوفات الزجر التي جاءت بها نصوص الزجر
علي الحقيقة
ولا
يوجد من النفاق نفاقان .. كما لا يوجد من الكفر كفران فالنفاق والكفر والفسوق
والعصيان وغير ذلك من صفات سلب الإيمان في مجتمع المسلمين علي الحقيقة هي علاقة
العبد بربه ويبدأ تفعيلها بعد الموت مباشرة
ومن مات عليها مات علي ما اتصف به المذجور بها ..
ولا تأويل ولا تجويز،فكم من مسلم في الظاهر هو في الباطن كافر ولسنا مطالبين بالشق
عن صدور الناس ولا عن قلوهم
إن مصطلح:
النفاق نفاقان نفاق أكبر ونفاق أصغر.. ليس له وجود في الإسلام ذلك لأن ضوابط
الإسلام المنزلة فرقت بين ظاهر التدين بالإسلام وحقيقة التدين في الباطن أي في
محيط الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالي وما دام الأمر كذلك فلا يحق لأحد
من البشر أن:
1.لا يحق له أن يضع مصطلحات لم يضعها الله ورسوله لأن هذا الدين توقيفي
2.كما لا يصلح فيه أن يتأول فينقل النص من مدلوله ويخرجه بالتأويل من
حقيقته إلي ضد حقيقته فعند قول الله تعالي ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ
النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا
بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146) مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ
شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147)/سورة النساء) هو حكم قاطع علي المنافقين بالكفر
لكن عنده سبحانه في يوم الحساب.. وليس في الظاهر وقد أبي الله ورسوله أن يُقتل عبد
الله بن أبي بن سلول لسببين
أ) أن النبي صلي الله عليه وسلم أمر أن
يستوفي ظاهر الإسلام ونص علي ذلك بقوله: في حديث البخاري فتح الباري [[إِ نَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ
وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا
وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ
مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146)/سورة النساء) هو حكم قاطع
علي المنافقين بالكفر لكن عنده سبحانه وليس في الظاهر وقد أبي الله ورسوله أن
يُقتل عبد الله بن أبي بن سلول لسببين
ب) أن النبي صلي الله عليه وسلم أمر أن يستوفي ظاهر الإسلام ونص علي
ذلك بقوله في صحيح البخاري » كتاب الإيمان باب فإن تابوا وأقاموا
الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم (باب فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة
فخلوا سبيلهم
*حدثنا عبد الله بن محمد المسندي قال
حدثنا أبو روح الحرمي بن عمارة قال حدثنا شعبة عن واقد بن محمد قال سمعت أبي يحدث عن ابن
عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا
إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم
إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله) فجعل العلاقة مع العبد ..هي :
1.إما علاقة الظاهر ويلزم فيها إستيفاء ظاهر الإسلام فقال: فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وإما علاقة
الباطن ودلل عليها بقوله [وحسابهم على
الله]
2.أو علاقة الباطن والحساب فيها علي الله ولا يعلم محتوي هذه العلاقة غير الله..
3. لذلك
أبي النبي صلي الله عليه وسلم أن يسمح لعمر بن الخطاب أن يقتل عبد الله بن أبي بن
سلول وقال { لا أريد أن يقال إن محمدا يقتل أصحابه
...}
وقال في موقف آخر{ دعه فإنه يصلي} وفي موقف آخر{ ما أُمرت
أن أشق عن قلوب الناس ولا أشق عن صدوهم
}
والمنافقون شر
وأسوأ أنواع الكفار؛ لأنهم زادوا على كفرهم الكذب والمراوغة والخداع للمؤمنين،
ولذلك أخبرنا الله تعالى عن صفاتهم في القرآن بالتفصيل، ووصفهم بصفات الشر كلها؛
لكي لا يقع المؤمنون في حبائلهم وخداعهم، ومن صفاتهم:
1.الكفر
وعدم الإيمان.
2.التولي
والإعراض عن حكم الله تعالى وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم.
3.الاستهزاء
بالدين وأهله والسخرية منهم.
4.الميل
إلى أعداء الدين، ومظاهرتهم ومناصرتهم على المؤمنين والمسلمين.
5.ومن
وسائل النفاق الكثيرة:
*من
أظهر الإسلام وهو مكذّب بما جاء به الله، أو بعض ما جاء به الله، أو كذّب الرسول
صلى الله عليه وسلم، أو بعض ما جاء به الرسول،
*وكمثل
من لم يطع رسول الله صلى الله عليه وسلم،
*أو
يبغض الرسول صلى الله عليه وسلم،
*أو
يؤذى الرسول صلى الله عليه وسلم،
*أو
يكره الانتصار لدين الرسول صلى الله عليه وسلم أو سُرّ بكسر راية الدين، أو
الاستهزاء والسخرية بالمؤمنين؛ لأجل إيمانهم وطاعتهم لله تعالى ولرسوله صلى الله
عليه وسلم، أو التولي والإعراض عن الشرع... إلى غير ذلك من الاعتقادات الكفرية
المخرجة من الملة.
وهذا الصنف من
المنافقين موجودون في كل زمان ومكان.
قلت المدون والنفاق كله لا يخرج
من الملة في ظاهر التعامل.. لكنه مؤدي إلي الخلود في جهنم عياذا الله ولحظة تفعيل
العقاب به الفارقة هي الموت عليه غير تائين
منه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق