لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

الثلاثاء، 13 نوفمبر 2018

وفاة النبي صلي الله عليه وسلم **

❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍
وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

بداية المرض:

وفي اليوم التاسع والعشرين من شهر صفر سنة 11هـ، وكان يوم الاثنين، شهِد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جنازة في البقيع، فلما رجع وهو في الطريق أخذه صُداع في رأسه، واتَّقدت الحرارة، حتى إنهم يَجِدون سورتها فوق العصابة التي يَعصِب بها رأسه.

❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ 
 وقد صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالناس وهو مريض أحد عشر يومًا، وجميع أيام المرض كانت ثلاثة عشر أو أربعة عشر يومًا.


❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ 
 الأسبوع الأخير:

وثَقُل برسول الله - صلى الله عليه وسلم - المرض، فجعل يسأل أزواجه: يقول: ((أين أنا غدًا، أين أنا غدًا؟))؛ يريد يوم عائشة، فأذِنَ له أزواجه يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتى مات عندها


وكانت عائشة تقرأ بالمعوِّذات والأدعية التي حفِظتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكانت تَنفُث على نفسه، وتمسحه بيده رجاء البركة.


قبل الوفاة بخمسة أيام:

ويوم الأربعاء قبل أيام من الوفاة، اتَّقدت حرارة العِلَّة في بدنه، فاشتدَّ به الوجع، وأغمي عليه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((صُبُّوا عليَّ سبع قِرَبٍ من سبع آبار شتى، حتى أخرج إلى الناس فأعهَد إليهم))، قالت: فأقعدناه في مِخضَب لحفصة، فصببنا عليه الماء صبًّا



وعند ذلك أَحَس بخِفة، فدخل المسجد - وهو معصوب الرأس - حتى جلس على المنبر وخطب الناس - والناس مجتمِعون حوله - فقال: ((لعنة الله على اليهود والنصارى، اتَّخذوا قبور أنبيائهم مساجد)



وقال - صلى الله عليه وسلم:(اللهم لا تجعل قبري وثنًا يُعبَد)


ثم نزل فصلى الظهر، ثم رجع فجلس على المنبر، وعاد لمقالته الأُولى في الشحناء وغيرها، ثم أوصى بالأنصار قائلاً: ((أوصيكم بالأنصار، فإنهم كَرِشِي وعَيْبَتِي، وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبَلوا من مُحسِنهم، وتَجاوَزوا عن مسيئهم))، وفي رواية أنه قال: ((إن الناس يَكثُرون وتَقِل الأنصار، حتى يكونوا كالمِلْح في الطعام، فمن وَلِي منكم أمرًا يَضرُّ فيه أحدًا أو ينفعه فليقبَل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم)


وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله خيَّر عبدًا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند الله))، قال: فبكى أبو بكر، فعجِبنا لبكائه أن يُخبِر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عبد خُيِّر، فكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - هو المُخيَّرَ، وكان أبو بكر أعلمَنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن مِن أَمَنِّ الناس عليَّ في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنتُ متَّخِذًا خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوَّة الإسلام ومودته، لا يَبقين في المسجد باب إلا سُدَّ إلا باب أبي بكر)

قبل أربعة أيام:

ويوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام قال - وقد اشتدَّ به الوجع -: ((هلم أكتب لكم كتابًا لن تَضِلوا بعده))، قال عمر: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - غلبه الوجَع، وعندكم القرآن، فحسبنا كتاب الله، واختلف أهل البيت واختَصَموا، فمنهم من يقول: قرِّبوا يكتب لكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتابًا لن تضِلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط والاختلاف عند النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قوموا عني، وأوصى ذلك اليوم بثلاث، قال: أخرِجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنتُ أُجيزهم، ونسيتُ الثالثة ولعله الوصيَّة بالاعتصام بالكتاب والسنة، أو إنفاذ جيش أسامة، أو هي الصلاة وما ملَكت أيمانكم.


والنبي - صلى الله عليه وسلم - مع ما كان به من شدة المرض كان يُصلي بالناس جميع صلواتِه حتى ذلك اليوم - يوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام؛ فعن أم الفضل بنت الحارث قالت: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب بالمرسلات عرفًا، ثم ما صلى لنا بعدها حتى قبَضه الله

ثم ثَقُل المرض، بحيث لم يستطع الخروج إلى المسجد، وتروي لنا أمنا عائشة ذلك؛ حيث قالت: ثَقُل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((أصلَّى الناس؟))، قلنا: لا، هم ينتظرونك، قال: ((ضعوا لي ماء في المخضَب))، قالت: ففعلنا، فاغتسل فذهب لينوء فأُغمي عليه، ثم أفاق، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أصلى الناس؟))، قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله، قال: ((ضعوا لي ماء في المخضب)) قالت: فقعد فاغتسَل، ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق، فقال: ((أصلى الناس؟))، قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله، فقال: ((ضعوا لي ماء في المِخضَب، فقعد فاغتسل، ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق فقال: ((أصلى الناس؟))، فقلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله، والناس عكوف في المسجد ينتظرون النبيَّ لصلاة العشاء الآخرة، فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي بكر بأن يُصلي بالناس، فأتاه الرسول فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرك أن تُصلِّي بالناس، فقال أبو بكر وكان رجلاً رقيقًا: ((يا عمر، صل بالناس))، فقال له عمر: أنت أحق بذلك، فصلى أبو بكر تلك الأيام، ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - وجد من نفسه خِفَّة فخرج بين رجلين، أحدهما العباس لصلاة الظهر، وأبو بكر يصلي بالناس، فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخَّر، فأومأ إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - بألا يتأخَّر قال: ((أجلِساني إلى جنبه، فأجلساه إلى جنبِ أبي بكر، قال فجعل أبو بكر يُصلي وهو يأتمُّ بصلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - والناس بصلاة أبي بكر، والنبي - صلى الله عليه وسلم - قاعد

وجاء في بعض ألفاظ الرواية أن أمنا عائشة - رضي الله عنها - راجعتْه فقالت: إن أبا بكر رجل أسيف، إن يَقُم مقامك يبكي، فلا يَقدِر على القراءة، فقال: ((مُروا أبا بكرٍ فليصلِّ))، فقلتُ مثله، فقال في الثالثة أو الرابعة: ((إنكن صواحب يوسف، مُروا أبا بكر فليصلِّ)) فصلى


قبل يوم:

وقبل يوم من الوفاة - يوم الأحد - أعتَقَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - غِلمانه، وتصدَّق بسبعة دنانير كانت عنده، ووهَب للمسلمين أسلحتَه، وفي الليل استعارتْ عائشة الزيت للمصباح من جارتها، توفِّي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودِرْعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعًا من شعير


آخر يوم من الحياة:

يروي لنا ذلك أنس بن مالك - رضي الله عنه - فيقول: إن المسلمين بينا هم في صلاة الفجر من يوم الاثنين وأبو بكر يُصلِّي لهم لم يفجأهم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد كشف سِترَ حجرة عائشة، فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة، ثم تبسَّم يضحك، فنكص أبو بكر على عقبيه ليَصِل الصفَّ، وظنَّ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد أن يخرج إلى الصلاة، فقال أنس: وهَمَّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرحًا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأشار إليهم بيده رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أن أتمُّوا صلاتَكم، ثم دخل الحجرة، وأرخى السِّتر)، ثم لم يأتِ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقت صلاة أخرى.


ولما ارتفع الضحى، دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - فاطمة ابنته في شكواه الذي قُبِض فيه، فسارَّها بشيء فبكت ثم دعاها فسارَّها فضحِكتْ، قالت: فسألتها عن ذلك، فقالت: سارَّني النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرني أنه يُقبَض في وجعه الذي تُوفِّي فيه فبكيت، ثم سارَّني، فأخبرني أني أول أهل بيته أتبَعه فضحِكت، وبشَّر النبي - صلى الله عليه وسلم - فاطمة قال: يا فاطمة، ألا تَرضينَ أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة



ولما ثَقُل النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل يتغشَّاه، فقالت فاطمة - رضي الله عنها -: واكرب أبتاه، فقال لها: ((ليس على أبيك كرْبٌ بعد اليوم) ودعا الحسن والحسين فقبَّلهما، وأوصى بهما خيرًا، ودعا أزواجه فوعظَهن وذكَّرهن.


وطفِق الوجع يشتدُّ ويَزيد، وقد ظهر أثر السم الذي أكله بخيبر حتى كان يقول: ((يا عائشة، إني أجد ألمَ الطعام الذي أكلته بخيبر، فهذا أوان انقطاع أَبْهَرِي من ذلك السم)


الاحتضار:
 ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍

وبدأ الاحتضار فأسندتْه عائشة إليها، وكانت تقول: إن من نِعَم الله عليَّ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفِّي في بيتي وفي يومي وبين سَحْري ونَحْري، وأن الله جمَع بين ريقي وريقه عند موته، دخل عليَّ عبدالرحمن بن أبي بكر وبيده السواك، وأنا مُسنِدة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه أنْ نعم، فتناولتُه فاشتدَّ عليه، وقلت: أُليِّنه لك؟ فأشار برأسه أنْ نَعم، فليَّنتُه فأمرَّه وبين يديه رِكوة فيها ماء، فجعل يُدخل يديه في الماء فيمسح بها وجه، يقول: لا إله إلا الله، إن للموت سكرات، ثم نَصَب يده، فجعل يقول: في الرفيق الأعلى حتى قُبِض ومالت.


❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ 
 وفي رواية: وما عدا أن فرَغ من السواك حتى رفع يده أو إصبعه، وشخص بصره نحو السقف، وتحرَّكت شفتاه، فأصغتْ إليه عائشةُ - رضي الله عنها - وهو يقول: ((مع الذين أنعمتَ عليهم من النبيين والصِّديقين والشهداء والصالحين)


وفي رواية: ((اللهم اغفر لي، وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى) كرَّر الكلمة الأخيرة ثلاثًا، ومالت يده، ولحِق بالرفيق الأعلى، فإنا لله وإنا إليه راجعون.


❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ 
 وقالت ابنته فاطمة - رضي الله عنها -: يا أبتاه، أجاب ربًّا دعاه، يا أبتاه، مَن جَنَّة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه، فلما دُفِن، قالت: يا أنس، أطابتْ أنفسُكم أن تَحْثوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التراب.

❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ 
 ووالله، إن لمُصابَ الأمة في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يُعادِله مصابٌ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ 
 وهذه أمنا عائشة - رضي الله عنها - تروي لنا موقفَ التثبيت من الله تعالى للصديق - رضي الله عنه - في مقابل انخلاع القلب للفاروق عمر - رضي الله عنه - والموقف عصيب والمُصاب عظيم، كادت القلوب أن تنخلِع، والعقول أن تَذهَل له.

❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ 
 فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: أقبَل أبو بكر على فرسه من مسكنه بالسُّنح حتى نزل فدخل المسجد، فلم يُكلِّم الناس حتى دخل على عائشة، فتيمَّم النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو مسجًّى ببُرْدٍ حِبَرة، فكشَف عن وجهه، ثم أكبَّ عليه، فقبَّله، ثم بكى، فقال: بأبي أنت يا نبي الله، لا يجمع الله عليك موتتين، أما الموتة التي كُتِبت عليك، فقد متَّها، فخرج، وعمر يكلِّم الناس، فقال: اجلس، فأبى، فقال: اجلس، فأبى، فتشهَّد أبو بكر، فمال إليه الناس، وتركوا عمر، فقال: أما بعد، فمن كان منكم يعبد محمدًا، فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله، فإن الله حي لا يموت؛ قال الله -تعالى-: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 144].


ثم نحن نُشهِد الله أن رسوله - صلى الله عليه وسلم - بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصح للأمة، وجاهِد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها، لا يَزيغ عنها إلا هالك، ما ترك باب خير إلا ودلَّنا عليه، ولا باب شر إلا وحذَّرنا منه، فاللهم اجزِه عنا خير ما جزيتَ نبيًّا عن أمته، ورسولاً عن منهجه ورسالته، اللهم واحشرنا في زمرتِه، ولا تفرِّق بيننا وبينه حتى تُدخِلنا مدخله، آمين.. آمين.
❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍❍ ❍  ❍     ❍   

نص خطبة الوداع لنبي الله محمد صلي الله عليه وسلم ⚖ :

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خير. أما بعد أيها الناس اسمعوا مني أبين لكم فإني لا أدري لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا.
أيها الناس ✓ إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا – ألا هل بلغت اللهم فاشهد، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها.

وإن ربا الجاهلية موضوع ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وقضى الله أنه لا ربا. وإن أول ربا أبدأ به عمي العباس بن عبد المطلب.

وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم نبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية والعمد قود وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر وفيه مائة بعير، فمن زاد فهو من أهل الجاهلية – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.

☀ أما بعد أيها الناس إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، ولكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحرقون من أعمالكم
فاحذروه على دينكم☀    
  أيها الناس إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليوطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله. 
وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، 
وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق الله السماوات والأرض، منها أربعة حرم ثلاثة متواليات وواحد فرد: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.

أما بعد أيها الناس 
إن لنسائكم عليكم حقاً ← ولكم عليهن حق.
←  لكم أن لا يواطئن فرشهم غيركم، 
ولا يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم 
ولا يأتين بفاحشة، 
فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن:* تعضلوهن* وتهجروهن في المضاجع * وتضربوهن ضرباً غير مبرح، فإن انتهين وأطعنكم فعليكم: رزقهن وكسوتهن بالمعروف، واستوصوا بالنساء خيراً، ١.فإنهن عندكم عوان ٢.لا يملكن لأنفسهن شيئاً، ٣.وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله ٤.واستحللتم فروجهن بكلمة الله ٥.فاتقوا الله في النساء ٦.واستوصوا بهن خيراً – ألا هل بلغت? اللهم فاشهد.
أيها الناس إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لامرئ مال لأخيه إلا عن طيب نفس منه – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.

فلا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده :١ كتاب الله ٢وسنة نبيه، **ألا هل بلغت** اللهم فاشهد.

**أيها الناس إن ربكم واحد **وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب ** أكرمكم عند الله اتقاكم، ** وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى – ألا هل بلغت....اللهم فاشهد قالوا نعم – قال فليبلغ الشاهد الغائب.

أيها الناس إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث *ولا يجوز لوارث وصية*

 ولا يجوز وصية في أكثر من ثلث،
 والولد للفراش وللعاهر الحجر. 
من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل.

۱۱۱۱۱۱۱۱۱۱۱۱۱۱۱۱۱۱۱۱

❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍
☼☼ قبل الوفاة كانت اخر حاجة للنبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وبينما هو هناك ينزل قول الله عز وجل (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً)


❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍


❏❏ فبكى ابو بكر الصديق رضى الله عنه فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ما يبكيك في الآية فقال : هذا نعي رسول الله صلى الله عليه السلام .


❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍
❏❏ ورجع الرسول من حجة الوداع وقبل الوفاة بتسعة ايام نزلت اخر آية في القرآن (واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون).

❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍
❏❏ وبدأ الوجع يظهر على الرسول صلى الله عليه وسلم فقال اريد ان ازور شهداء احد فراح لشهداء احد ووقف على قبور الشهداء وقال: السلام عليكم يا شهداء احد انتم السابقون ونحن ان شاء لله بكم لاحقون واني بكم ان شاء لله لاحق. وهو راجع بكى الرسول فقالوا ما يبكيك يا رسول الله

❏❏ قال: اشتقت لأخواني
قالوا: اولسنا اخوانك يا رسول الله

❏❏ قال: لا انتم اصحابي اما اخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولا يروني.

❏❏ وقبل الوفاة بثلاث ايام بدأ الوجع يشتد عليه وكان ببيت السيدة ميمونة رضي الله عنها فقال اجمعوا زوجاتي فجمعت الزوجات فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أتأذنون لي ان امر ببيت عائشة فقلن آذنا لك يا رسول الله.

❏❏ فأراد ان يقوم فما استطاع فجاء علي بن ابي طالب والفضل بن العباس رضي الله عنهم فحملوا النبي فطلعوا به من حجرة السيدة ميمونة رضي الله عنها إلى حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها فالصحابة اول مرة يروا النبي محمول على الايادي فتجمع الصحابة وقالوا: مالِ رسول الله مالِ رسول الله وتبدأ الناس تتجمع بالمسجد ويبدأ المسجد يمتلأ بالصحابة ويحمل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت عائشة رضي الله عنها.

❏❏ فيبدأ الرسول يعرق ويعرق ويعرق وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها انا بعمري لم ارى أي انسان يعرق بهذه الكثافة فتأخذ يد الرسول صلى الله عليه وسلم وتمسح عرقه بيده ،(فلماذا تمسح بيده هو وليس بيدها) تقول عائشة: ان يد رسول الله اطيب واكرم من يدي فلذلك امسح عرقه بيده هو وليس بيدي انا. (فهذا تقدير للنبي صلى الله عليه وسلم)

❏❏ تقول السيدة عائشة رضي الله عنها فأسمعه يقول: لا إله الا الله ان للموت لسكرات، لا إله إلا الله ان للموت لسكرات
✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓
فكثر اللفظ أي (بدأ الصوت داخل المسجد يعلو)

✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓



فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا؟

✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓



فقالت عائشة رضي الله عنها:ان الناس يخافون عليك يا رسول الله

✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓

فقال احملوني إليهم فاراد ان يقوم فما استطاع.

✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓

فصبوا عليه سبع قرب من الماء لكي يفيق فحمل النبي وصعد به الى المنبر

فكانت اخر خطبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم

✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓

واخر خطبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم واخر كلمات لرسول الله صلى الله عليه وسلم واخر دعاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم

✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓

قال النبي : ايها الناس كأنكم تخافون علي

قالوا: نعم يا رسول الله

❍ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ايها الناس موعدكم معي ليس الدنيا موعدكم معي عند الحوض، والله ولكأني انظر اليه من مقامي هذا.

❍ ايها الناس والله ما الفقر اخشى عليكم ولكني اخشى عليكم الدنيا ان تتنافسوها كما تنافسها اللذين من قبلكم فتهلككم كما اهلكتهم

❍ ثم قال صلى الله عليه وسلم: ايها الناس الله الله بالصلاة الله الله بالصلاة تعني (حلفتكم بالله حافظوا على الصلاة) فظل يرددها ثم قال: ايها الناس اتقوا الله في النساء اوصيكم بالنساء خيراً

❍ ثم قال: ايها الناس ان عبداً خيّره الله بين الدنيا وبين ما عند الله فأختار ما عند الله فما احد فهم من هو العبد الذي يقصده فقد كان يقصد نفسه ان الله خيّره ولم يفهم سوى ابو بكر الصديق رضي الله عنه وكان الصحابة معتادين عندما يتكلم الرسول يبقوا ساكتين كأنه على رؤوسهم الطير فلما سمع ابو بكر رضي الله عنه كلام الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يتمالك نفسه فعلا نحيبه (البكاء مع الشهقة) وفي وسط المسجد قاطع الرسول صلى الله عليه وسلم وبدأ يقول له: فديناك بأبائنا يا رسول الله فديناك بأمهاتنا يا رسول الله فديناك بأولادنا يا رسول الله فديناك بأزواجنا يا رسول الله فديناك بأموالنا يا رسول الله ويردد ويردد فنظر الناس إلى ابو بكر شظراً (كيف يقاطع الرسول صلى الله عليه وسلم بخطبته)

❍ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ايها الناس فما منكم من احد كان له عندنا من فضل الا كافأناه به الا ابوبكر رضي الله عنه فلم استطع مكافأته فتركت مكافأته إلى الله تعالى عز وجل كل الابواب إلى المسجد تسد إلا ابواب ابو بكر لا يسد ابدا.

❍ ثم بدأ يدعي لهم ويقول اخر دعوات قبل الوفاة

❍ اراكم الله حفظكم الله نصركم الله ثبتكم الله ايدكم الله حفظكم الله

❍ واخر كلمة قبل ان ينزل عن المنبر موجه للأمه من على منبره:

❍ ايها الناس اقرءوا مني السلام على من تبعني من امتي إلى يوم القيامة.

❍ وحُمل مرة اخرى إلى بيته

دخل عليه وهو بالبيت عبد الرحمن ابن ابو بكر رضي الله عنه وكان بيده سواك فظل النبي ينظر إلى السواك ولم يستطع ان يقول اريد السواك فقالت عائشة رضي الله عنه فهمت من نظرات عينيه انه يريد السواك فأخذت السواك من يد الرجل فأستكت به (أي وضعته بفمها) لكي الينه للنبي صلى الله عليه وسلم واعطيته اياه فكان اخر شي دخل إلى جوف النبي هو ريقي( ريق عائشة) فتقول عائشة رضي الله عنها: كان من فضل ربي عليّ انه جمع بين ريقي وريق النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يموت.

✎✎✎✎✎✎✎✎ ثم دخلت ابنته فاطمة رضي الله عنها فبكت عند دخولها. بكت لأنها كانت معتادة كلما دخلت على الرسول صلى الله عليه وسلم وقف وقبلها بين عينيها ولكنه لم يستطع الوقوف لها

فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم : ادني مني يا فاطمة فهمس لها بأذنها فبكت

ثم قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم مرة ثانية: ادني مني يا فاطمة فهمس لها مرة اخرى بأذنها فضحكت

✎✎✎✎✎✎✎✎ فبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم سألوا فاطمة ماذا همس لك فبكيتي وماذا همس لك فضحكت!

قالت فاطمة: لأول مرة قال لي يا فاطمة اني ميت الليلة. فبكيت!

ولما وجد بكائي رجع وقال لي: انت يا فاطمة اول أهلي لحاقاً بي. فضحكت!

✎✎✎✎✎✎✎✎ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : اخرجوا من عندي بالبيت

وقال ادني مني يا عائشة ونام على صدر زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها

✎✎✎✎✎✎✎✎ فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: كان يرفع يده للسماء ويقول (بل الرفيق الاعلى بل الرفيق الأعلى) فتعرف من خلال كلامه انه يُخّير بين حياة الدنيا او الرفيق الأعلى.

✎✎✎✎✎✎✎✎ فدخل الملك جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ملك الموت بالباب ويستأذن ان يدخل عليك وما استأذن من احد قبلك فقال له إإذن له يا جبريل ودخل ملك الموت وقال: السلام عليك يا رسول الله أرسلني الله اخيرك بين البقاء في الدنيا وبين ان تلحق بالله

✎✎✎✎✎✎✎✎ فقال النبي: بل الرفيق الاعلى بل الرفيق الاعلى

وقف ملك الموت عند رأس النبي (كما سيقف عند رأس كل واحد منا) وقال:

ايتها الروح الطيبة روح محمد ابن عبدالله اخرجي إلى رضى من الله ورضوان ورب راضي غير غضبان

✎✎✎✎✎✎✎✎ تقول السيدة عائشة: فسقطت يد النبي وثقل رأسه على صدري فقد علمت انه قد مات وتقول ما ادري ما افعل فما كان مني الا ان خرجت من حجرتي إلى المسجد حيث الصحابة وقلت:

✍✍✍✍✍✍✍✍ مات رسول الله مات رسول الله مات رسول الله

✍✍✍✍✍✍✍✍ فأنفجر المسجد بالبكاء

✍✍✍✍✍✍✍✍ فهذا علي أُقعد من هول الخبر

✍✍✍✍✍✍✍✍ وهذا عثمان بن عفان كالصبي يأخذ بيده يميناً ويساراً

✎✎✎✎✎✎✎✎ وهذا عمر بن الخطاب قال: اذا احد قال انه قد مات سأقطع راسه بسيفي انما ذهب للقاء ربه كما ذهب موسى للقاء ربه

✍✍✍✍✍✍✍✍ اما أثبت الناس كان ابو بكر رضى الله عنه فدخل على النبي وحضنه وقال واخليلاه واحبيباه واابتاه وقبّل النبي وقال:
✍✍✍✍✍✍✍✍
طبت حياً وطبت ميتاً

✍✍✍✍✍✍✍✍ فخرج ابو بكر رضى الله عنه إلى الناس وقال: من كان يعبد محمد فمحمد قد مات ومن كان يعبد الله فان الله باقي حي لا يموت

✍✍✍✍✍✍✍✍ ثم خرجت ابكي وابحث عن مكان لأكون وحدي وابكي لوحدي.
✍✍✍✍✍✍✍✍هذه هي النهاية

أسأل الله تبارك وتعالى ان يجمعني واياكم في الفردوس الاعلى وان يجمعنا رفقاء للنبي عليه الصلاة والسلام في الفردوس الأعلى.

ولا تنسوا نشر هذا المقال جزاكم الله خيرا

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍ ❍

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق